انقسامات في مجلس الأمن حول مستقبل البعثة الأممية بمالي
انقسامات في مجلس الأمن حول مستقبل البعثة الأممية بمالي
شدّد عدة أعضاء في مجلس الأمن الدولي، الجمعة، على استحالة استمرار "الوضع الراهن" لبعثة حفظ السلام في مالي (مينوسما) خلال اجتماع كشف انقسامات حول كيفية تطوير عملها.
ونظر المجلس الذي يجب أن يتخذ قرارا في يونيو بشأن التمديد لمينوسما، للمرة الأولى في تقرير الأمين العام أنطونيو غوتيريش، الذي يؤكد أن استمرار المهمة في شكلها الحالي "غير ممكن" بدون زيادة عدد الجنود، مشيرا إلى ضرورة سحب القوات إذا لم يتم توفير الشروط الأساسية لبقائها بحسب فرانس برس.
وقالت نائبة السفير الفرنسي ناتالي بروديرست: “ستكون الأشهر القليلة المقبلة حاسمة بالنسبة لمستقبل مينوسما”.
وكما أوضح الأمين العام، فإن الوضع الراهن لم يعد “خيارا ممكنا”، مشددة على أن مستقبل مينوسما يعتمد على "التزامات واضحة" و"خطوات ملموسة" من المجلس العسكري الحاكم في مالي.
تدين الأمم المتحدة خصوصا تقييد حرية تحرك قوة حفظ السلام التي تمثل شرطا أساسيا للعديد من أعضاء المجلس لتواصل المهمة التي تضم أكثر من 12 ألف عسكري و1500 شرطي.
وقال نائب السفيرة الأمريكية، ريتشارد ميلز: "استمرار عرقلة التفويض والانتهاكات الصارخة لاتفاقية وضع القوات، تجبر هذا المجلس على إعادة النظر بجدية في دعم مينوسما في شكلها الحالي".
أنشئت البعثة عام 2013 للمساعدة في استقرار الدولة المهددة بالسقوط جراء تمرد للمتطرفين، وحماية المدنيين، والمساهمة في جهود السلام، والدفاع عن حقوق الإنسان، من بين مهام أخرى، لكن الوضع الأمني ما فتئ يتدهور.
ويشير تقرير غوتيريش إلى أن وضع مينوسما صار "على المحك" نتيجة انعدام دعم القوات الأجنبية ولا سيما الفرنسية التي انسحبت من البلاد في أغسطس الماضي.
ويقترح الأمين العام للأمم المتحدة خيارين لمعالجة هذا الوضع.
الحلّ الأول المشروط بإحراز تقدم في الانتقال السياسي وحرية حركة قوات البعثة، هو تمكينها من الوسائل اللازمة لتنفيذ مهامها بشكل كامل من خلال زيادة عدد الأفراد العسكريين والشرطة المصرح لهم بمقدار 3680 عنصرا، أو ألفي عنصر على الأقل.
الخيار الثاني هو سحب قوات البعثة بالكامل وتحويلها إلى بعثة سياسية إذا لم يتم الوفاء بالشروط الرئيسية.
من جهته، استنكر وزير الخارجية المالي عبدالله ديوب، أمام المجلس الاقتراحين اللذين "لا يأخذان في الاعتبار الانتظارات المشروعة للشعب المالي والتي هي قبل كل شيء ذات طابع أمني".
وأعربت الصين وروسيا عن موقف مشابه.
وشدد السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا على أن "موقف الدولة المضيفة يمثل أولوية رئيسية، ونعتقد أن المشاورات يجب أن تستمر"، مستنكرا نهج الغرب "الاستعماري الجديد".